الخميس، 22 مايو 2008

تجربتي مع التدوين


دخلت عالم التدوين انتصاحاً لنصيحة من صديقي محمد فوزي ، وقبل أن أبدأ فكرت كثيراً ماذا عساني أدون؟

هل أدون سيرتي الذاتية ، نشأتي وعائلتي وتعليمي وصداقاتي ..الخ؟ ، في الحقيقة إني أرى في ذلك شأناً خاصاً ، ولقد كتبت قبلاً ما يشبه ذلك ، ولكنه كان في إطار خاص جداً ، تقريباً لم يتجاوز حدود من كتبت عنهم أو ذكرتهم في كتاباتي ، أما أن يكون متداولاً للجميع فإني أرى في ذلك مبالغةً في تعظيم النفس ، فلست من العظماء ليتجاوز نهم الناس لمعرفتهم بي إلى البحث في سيرتي وما حولها.

هل أدون آراءي وأفكاري في الحياة والدين والسياسة وغيرها ؟ ، تلك الفكرة أيضاً غير مقبولة بالنسبة لي _ليس لقصور في المادة المزمع عرضها_ لسببين وجيهين من وجهة نظري وهما:
1) أن الآراء والأفكار هي من الفروق الفردية التي لا يجتمع عليها جمع ، وإني لا أحب في بداية تعاطي مع عالم التدوين أن أبدأ بالاختلاف والتنافر.
2) أني أكره الجدال فإنه غالباً ما يتبع الهوى ولا يكون للحق إلا نادراً ، وأنا لا أحب أن أكون داعياً للباطل مادمت لا أملك من العلم ما يلزمني جانب الحق إن أصبت أو يجعل رأيي في حكم الاجتهاد المأجور إن أخطأت.

***بالنسبة لي هناك فارق كبير بين طرح الرأي كموضوع يعلق الناس عليه ، والتعليق بوجهة نظري في موضوع مطروح مسبقاً.

هل أدون مذكراتي وخواطري اليومية؟ ، تروق لي تلك الفكرة ولقد جربتها في فترة من فترات حياتي ، ولكن الكتابة اليومية غير متاحة لي لا بالوقت ولا بصفاء الذهن.

أخيراً لم يبق لي إلا الشعر وهو هوايتي التي أعتز بها لنفسي كثيراً وإن كنت قد أهملتها ولم أفها حقها من الرعاية والتمكين.
والحق أني مستفيد من امتلاك مدونة شعرية فائدتين عظيمتين ؛ أولاهما تسجيل قصائدي التي أكتبها وحفظها ، حتى لا تضيع مع ما يضيع من أوراق أو تمزق كما مزقت قصائد قبلها حمقاً أو تمحى مع ما يمحى من الذاكرة ، وثاني فائدة أجنيها هي التواصل مع الآخرين دونما تنافر أو تشاحن ، فزائر مدونة الشعر إما شاعر أو ناقد أو متذوق للشعر ، فالأول تسعدني زيارته والثاني يفيدني رأيه والثالث يحفزني تعليقه.

وأخيراً فإني أقل المدونين تصفحاً للإنترنت وتعاملاً معه وتفاعلاً مع مدونات الآخرين وذلك طبعاً خلل في ولكنه دون قصد ، وربما أكون أول من أنشأ مدونةً دونما الاطلاع على مدونات الآخرين عدا مدونة صديقي محمد فوزي ، والواقع أن عالم التدوين عالم رائع يجمع العقول والقلوب ، ويفسح مجالاً للهواة يكاد يكون أكثر مصداقيةً من المجال المتاح للمحترفين.

هيثم مكارم
(الموءود)

هناك 7 تعليقات:

محمد فوزي يقول...

عوده جميله وموفقه بتدوينتين وليس بتدوينه واحده,
لكن إسمحلي أختلف معاك , كلنا يعرف القضايا المطروحه , ولكن منا من يعيد طرحها بصيغه جديده , برؤيه جديده , بنكهه خاصه ومختلفه
هؤلاء التحاور معهم يسري الذهن , ويفتح مجالات للتأمل والتفكر , وبالتأكيد هذا يفيد
كما لو كنت تقرأ كتابا لمفكر ما
هل أول من قرأ كتابا له كان يعلم قيمته مثل آخر من قرأ

أنا أحب شعرك و لكني أدعوك ان تنقل لنا رؤيتك ربما من خلال الخواطر على الأقل كلما انفعلت بشيء وكلما سمح لك الوقت
حتى الحياه الشخصيه , من الممكن إختيار جوانب منها لتقول بها شيئا

إحترامي وحبي لصديقي العزيز

Wael Galal يقول...

حمدالله على السلامة يا راجل
انت فين من زمان

شوف يا سيدي , انا متفق مع محمد فوزي , و اضيف ان العلم في أي مجال هو عبارة عن تراكم سلسلة من الأفكار , و احنا بنشوف علماء أو أدباء نالوا مكانتهم من بضعة أفكار قليلة
القضية في عمق الفكرة , عبر عن فكرتك و أكيد مش هاتخسر

حتى مجرد طرح فكرة أو رأي هو شيء أكيد بيضيف شيء لأفكارك , أو على الأقل بيضيف لشخصيتك بُعدًا ما

هيثم مكارم يقول...

محمد فوزي:

لا أختلف بوجه عام مع وجهة نظرك في تبادل الآراء والأطروحات حتى في الأمور قديمة التداول التي قتلت بحثا وتداولاً ، ولكني ما أحببت أن يكون ذلك شأن مدونتي الشخصية لأسباب ذكرتها في تدوينتي.

وربما كان أثرى لي ولأصدقائي تخصص كل مدونة لصديق في شأن معين ، ولو كنت رافضاً للمبدأ ما كان لي في مدونتك وكثير من الأصدقاء تواجد أو تفاعل أو تعليق.

إني أتعامل مع كل مدونات أصدقائي كمدونات شخصية ، فأسجل شعري في مدونتي وأسجل رأيي وتعليقي في مدونتك بنفس القدر من الاهتمام الذي أوليه لتسجيل أشعاري.

أدام الله الاحترام والود بيننا يا صديقي.

هيثم مكارم يقول...

وائل جلال:

سلمك الله من كل سوء يا صديقي والتمس لغيابي الفترة الماضية عذراً من البضع وسبعين التي تدين بها لي.

أنا أيضاً اتفق معكما كما علقت على محمد فوزي ، وإضافتك قيمة جداً عسى الله أن ينفعني بها.

عمرو (مواطن مصرى)0 يقول...

أخى هيثم مكارم , كيف حالك

جميل جدا أن تتكلم عن فكرة التدوين,,
وأعتقد أننا جميعا دخلنا هذا العالم الإفتراضى هربا من تهميش العالم الطبيعى وقسوته... وإن وجدت هنا فى عالم المدونات أيضا بعض من ديكتاتورية العالم الرئيسى فالبشر هم البشر ..

لكن أختلف معك فى موضوع عرض الآراء والرؤى الفردية فهو امر طبيعى جدا أن يكون لك رؤيتك الخاصة التى تعبر عنك فى الحياة والدين والسياسة ,, فالبشر سنتهم الإختلاف , وليس تعدد الرؤى يعنى نقصان العلم لأشخاص دون شخص ,, وليس كل حوار بجدال ,, فهذا مما لا أعرفه, ولا أستسيغه,,

_لا تنسى أن فى كتابتك للشعر أيضا تعبير عن أفكارك ومشاعرك ورؤيتك للحياة , أو لا يحمل الشعر تلك الرؤى؟!!

تحياتى ودمتم بكل خير...

هيثم مكارم يقول...

عمرو (مواطن مصري)
-----------------

تسعدني دائماً زيارتك صديقي ، وردي على تعليقك هو نفس ردي على فوزي ، فأنا لا أرفض الاختلاف والنقاش في أي موضوع ولكنني ما أحببت أن يكون هذا شأن مدونتي.

تحياتي وخالص تقديري.

سقراط مصر يقول...

انا ارى انك لابد من كتابة ارائك
لنستفيد نحن بها فلن تجدي الفكرة بدون عرضها
انا اعرف جملة مش فاكرها قوي بس بتقول ان من احتكاك الاراء تتقدم المجتمعات
ربنا يستر ومكنش غلطان
وبعدين مفيش مشكلة ده شعرك يكفى عن اي حاجه تانيه