الجمعة، 11 يونيو 2010

غفوة

لم أُفِقْ منذ آخر غفوةٍ ، لا أدري كم من الوقت استغرقني النوم ولكن يبدو لي أنه ليس بقليل ، فلا تملك لحيتي سرعة الإنبات تلك ..
لم أُطِل التفكير في تلك المساحة الزمنية المفقودة من عمري فقد هالني ما عاينته من تحولاتٍ ما بين إغفاءي واستفاقتي ؛ لحظة خروجي من شقتي تصادف دخول جاري شقته فبادرني بابتسامةٍ عريضةٍ قائلاً "صباح الخير يا دكتور" ولقد كنت أحسبه قبلُ أبكماً فلم يتفوه بكلمةٍ واحدةٍ أمامي منذ حللت جاراً لشقته، ثم استقبلت الشارع فوجدت ياللدهشةِ صندوق "زبالة" وكم أعياني البحث قبل الإغفاءة عن صندوقٍ مماثلٍ في شتى أنحاء مدينتي حتى حسبت أن أقل الأضرار أن أضع زبالتي بجوار منزلي فهو أهون وأقل ضرراً للغير ، الشوارع نظيفة والأرصفة نظيفة والسيارات نظيفة والمحال التجارية نظيفة وواجهات العمارات نظيفة ووجوه الخلق تشع نوراً وتفاؤلاً وابتساماً ونظافة حتى حسبتني ميكروباً سيلوث هذا المكان الطاهر شديد التعقيم ، من فوري قررت العودة للمنزل حتى أهيئ لنفسي مظهراً يليق بجلال الشارعِ وحرمته ، دلفت إلى شقتي مسرعاً فإذا بزوجتي تقول لي : هيثم .. سأعد لك ثوب الخروج حالما تنتهي من حمامك ، فقلت لها وقد زالت علامات الاندهاش عني : شكراً يا حبيبتي ..
فإذا بها تضربني بالوسادة على رأسي صائحةً : هو انا باعزم عليك بطبق بسبوسة عشان تقولي شكراً .. قوم يلا كفاية كسل هتتأخر على الشغل ....