الأربعاء، 9 أبريل 2008

..كفى شعرا

لماذا أقرض شعري؟ سؤال سألته نفسي مرارا .. هل قناعة في موهبتي؟ هل ابرازا لأحاسيسي؟ هل تعبيرا عن آرائي؟ أم ماذا؟
لاأدري حقا .. لم أجد جوابا لتساؤلي .. ولكني قرأت من الشعر في موضوعاته المختلفة ، وبمدارسه المتعدده البديع والرائع ، مايثنيني عن مجرد التفكير في كتابة شطر أو تفعيلة ، قرأت من الشعر ما يسع المواهب والأحاسيس والآراء جميعها ويفيها حقها الوفاء التام .
هل للشعر شيطان حقا؟ ربما يكون صحيحا .. فكثيرا عند كتابتي ما أشعر أني مسكون بالجن .. هذا يشد شعري وهذا يفرك أنفي وهذا يضع إصبعه في أذني .. حالة من الالتباس تنتهي بانتهاء ما أكتب ، ولكن إن كان للشعر شيطان فأين أبالسة باقي الفنون؟ أين شياطين الرسم والنثر والإلقاء والأدب والتمثيل ............الخ ؟
يساورني شعور بأن أكتفي .. أعتزل .. أحتجب ..
شعور عام يغلبني بأن كفى من كل شئ ، ليس الشعر وحده .
أعرف أن هذا ليس شعورا صحيا أو صحيحا ، ولكني ربما في حاجة لأن اعتل قليلا .
يراودني شعور ليس بجديد علي ، وقد سجلته من قبل ، وعلي أن أعيد تسجيله أو أجتره الآن ثانية ، فمنذ ست سنوات كتبت في ذكرى ميلادي :
" أنا بستان الحزن ، واليوم أحتفل بنمو الشوكة الثانية والعشرين في بستاني ، اليوم أجمع الأوراق التي خلفتها إحدى وعشرون شجرة من الحزن ، وأجعلها حليبا سائغا ، طعاما دسما ووقودا شافيا لشوكة جديدة تنبت في معتقل حياتي .
اليوم أتوارى خلف ظلال الأوهام ، مرتديا درعا من الأشواك كالقنفد ، ولكني أرتديه مقلوبا ؛ فلا الأوهام تخفيني ، ولا الأشواك تحميني .
اليوم أصبح أكثر نضجا ؛ فمرجل الأوجاع في صدري لا تخمد ناره ، ورضاب الصبار في فمي بئر لا يجف ،والسم الذي أرضعتنيه الحياة طيلة هذا العمر صار مني كالدم في أوردتي ، وسفالة كل هذا الكون تأصلت في عقلي وقلبي وجهازي العصبي" .

هيثم مكارم
(الموءود)

هناك 6 تعليقات:

mostafa rayan يقول...

الشعر ليس شيطان
بل هو ملاك يجعلنا نحلق باجنحتنا في السماء مثل الطيور
دايمابسمع حكاية شيطان الشعر لكني طول عمري بكرهها انابردة بحس زيك وانا بكتب اني واحد تاني غيري لكن بحب الحالة دي قوي
كفاية انها بتخليني احس اني مختلف عن غيري
اعتقد الشعر او القصص او اي موهبة اخري موهبة من عند الله ولااظن ان عطية الله يصح ان نقول عليها شيطانا فتفائل يا اخي فغدا اجمل بكثير

LOST يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
LOST يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Wael Galal يقول...

معرفتي المتواضعة للشعر تجعلني أعرّفه كالآتي:
هو استيلاء فكرة ما على كيانك , فلا تستطيع أن تأكل أو تنام قبل أن تسكبها على الأوراق مغلفة بأحاسيسك , و متشكلة في قالب للشعر متعارف عليه...
و النثر أو الخاطرة نفس الشيء و لكن دون التقيد بقالب ما..
و جميع أنواع الفنون الأخرى لا تبعد عن ذلك كثيرا , و كل في قالبه.
فهو-الشعر- أشبه بالشيطان مع أنه ليس كذلك , و هو مزيج متكامل من كل ما وصفت أنت : الأحاسيس , الآراء و المواهب...
هذه الأحاسيس و المواهب لا تتوقف ما دامت الحياه.
حاول يا صديقي أن تمتنع ما استطعت الى ذلك سبيلا ,
صدقني , لن تستطيع ما دام فيك عرق ينبض

هيثم مكارم يقول...

*مصطفى ريان:
أسعدني مرورك وأدهشني تفاؤلك بغد أفضل.
تقبل تحياتي.

*f four a:
يخجلني مديحك برقة كلماته وبديع صوره ، وأرجو أن أكون كما نعتني ، وآسف لما لم يرق لك من كلماتي وإن كانت حالتي تمليها علي ، وأعدك -إن شاء الله- بقراءة جميع ما كتبت والتعليق عليه مجمعا في أقرب وقت.
تقبلي تحياتي واعتذاري.

*محمد فوزي :
أصابت كلماتك كبد الحقيقة ، وكم تمنيت إجازة ولكن هيهات هيهات.
أعدك أن أعود قريبا أكثر تفاؤلا وخير أملا.
دمت لي صديقا وناصحا أمينا.

*وائل جلال :
والله أعرف أني لن أستطيع ، وقد فشلت في ذلك قبل مرارا ، فقولبة الشعر كما قلت تحتاج مجهودا ذهنيا أكبر واطلاعا مستمرا لكي تكتب قصيدة أو مجموعة أبيات متصلة ، واستهلك ذلك من وقتي الكثير ، ولكن الإنسان أسير ما يحب ، طريد ما يكره.
يسعدني مرورك ومشاركتك دائما ، تقبل تحياتي.

رُوحْ يقول...

زميل هيثم بعض ما كتبت أو في الأخير يذكرني بديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي شارل بودلير
فيك بعض من تشاؤمه وخوفه و حزنه وحقده على الحياة لاأدري بالضبط لكني أرى فيك شيئا منه كان أفضل شعراء فرنسا ورائد للمدرسة الرمزية
كن بخير